"معالِجة أسرية" تدعو إلى حظر الشات وأمين الندوة العالمية المساعد: الحل في يد المجتمع
نساء يروين لـ "سبق" قصصاً في غرف الدردشة: وقعنا في "الفخ"
ريم سليمان - سبق – جدة: فتحت غرف الدردشة الموجودة الآن عبر الإنترنت
عالماً افتراضياً أمام الجميع، يريد أن يصل إليه ويتعرف على ما بداخله،
وبات من السهل جداً أن تتعرف على الجنس الآخر وأنت تجلس في غرفة نومك
وتتحدث وتتكلم مع من تريد، وتراه إذا أردت، ما أتاح الفرصة للعديد من ضعاف
النفوس لاستغلال النساء وابتزازهن من خلال "غرف الدردشة" التي عادة ما تبدأ
بعلاقة ظاهرها الاحترام وتبادل الحوار وباطنها العذاب والبحث عن المتعة
الحرام، حتى صارت قنبلة موقوتة داخل المنزل لا يأمنها إلا من يعي خطورتها.
"سبق" تفتح الملف الشائك، وتعرض قصصاً واقعية لنساء عانين وتألمن من جراء الاستخدام الخاطئ لغرف الدردشة.
متزوجة وهدية "لاب توب"
في البداية ذكرت "م.أ" قصتها مع عالم الإنترنت وقالت: أنا امرأة متزوجة وبسبب عمل زوجي وغيابه عن المنزل فترات طويلة، فاجأني بهدية "لاب توب" حتى أشغل وقتي ولا أشعر بالملل، وسعدت جداً بهديته وبالفعل ملأت جزءاً كبيراً من حياتي، حتى أصبحت أدمن الجلوس على الإنترنت والدخول لغرف الشات التي أعترف أني استمتعت بها كثيراً، وبدأت أتعرف على أشخاص عبر الشات، في البداية كنا مجموعة من السيدات نتحدث سوياً عن أسرنا ومشاكلنا وعلاقة كل منا بزوجها، إلى أن بدأ يتوسع الحديث بيننا عن مواقع ثقافة جنسية، وأصبحت أبحث عنها، وبالفعل وصلت إلى العديد من المواقع وتعرفت على أحد الشباب الذي أغواني وأسرني بكلامه حتى تعلقت به، وطلب أن يراني بحجة أنه بدأ يحلم بي، وبالرغم من أني متزوجة إلا أن كلامه المعسول جذبني إليه، واتفقنا أن أفتح الكاميرا، ولكني عدت وترددت،إلا أن إلحاحه الشديد علي جعلني أرضخ لطلبه، وبالفعل تواصلنا عبر الكاميرا، وبعد فترة شعرت بخطورة ما أقوم به فقررت أن أنهي علاقتي به إلا إنه ما زال يطاردني حتى الآن، وصرت أشعر بخوف كبير جداً من أن يعلم زوجي بما قمت به، وبدأت أستغفر ربي يوماً بعد يوم على ما قمت به.
فتاة تبحث عن مخرج من الكابوس
إحدى الفتيات حكت لنا عن بداية علاقة وهمية دخلت فيها عبر الشات وإلى الآن لا تستطيع الخروج منها، وقالت: أعيش يومي كاملاً داخل غرفتي وليس لي صديق سوى جهاز الكمبيوتر الشخصي، وبدأت عبر الشات أتوسع في علاقاتي، وتعرفت على بعض الأصدقاء من الجنسين وكنت أتحدث معهم كل يوم إلى أن بدأ بعض الشباب بمغازلتي بكلام لم أعتد سمعه، فتعلقت كثيراً بما يقوله لي، وبدأنا ننجذب إلى بعضنا لدرجة أني كنت أتحين الفرص لأتحدث معه، وتطورت العلاقة وبدأنا نرى بعضنا، وأحسست بعدها أن هذا الشخص لا أستطيع أن أستغني عنه، وحكيت لإحدى صديقاتي عنه وعن مدى حبي له وبدأت ترشدني ببعض النصائح، إلى أن عرفت فيما بعد أنه قد تواصل معها عبر الشات وأقام علاقة معها، وشعرت وقتها بمدى الخطأ الذي أوقعت نفسي فيه، وإلى الآن لا أدري كيف أخرج نفسي من هذا الكابوس، وهل سيتركني أم سيبتزني بصوري وبكل ما كان بيننا؟ أنا في حيرة من أمري وأخشى أن يصل الأمر لأسرتي.
حوارات فمراسلة وأخيراً أفلام
لم أكن أصدق ما قاله لي الكثير من الأشخاص عما يحدث داخل غرف الشات والعلاقات التي تبدأ هناك وتنتهي داخل غرف النوم، وكنت أرى ذلك تهويلاً من بعضهم.
هذا ما بدأت به "ن.ا" حديثها، وقالت: تعرفت على شاب داخل إحدى غرف الشات وكنا في البداية نتبادل الحوارات العادية، ويحكي كل منا للآخر ما فعله في يومه وتطورت العلاقة شيئاً فشيء، وبدأ يراسلني من خلال الإيميل من الحين للآخر وطلب مني إرسال صورة ولكني رفضت، وفوجئت به يرسل لي مقاطع فيديو من فيلم جنسي، صعقت جداً مما أرسله ورفضت أن أتحدث معه، وبدأ يرسل لي الأفلام في كل وقت حتى أضعف وأكلمه، ولكني رفضت تماماً وغيرت البريد الإلكتروني الخاص بي، وأيقنت من وقتها أن غرف الشات ربما تكون هي حقاً بداية الانحراف.
فقد الاحترام والبحث عن صداقات
كشفت المعالجة الأسرية وفاء عبد الله أن الاستخدام السيئ للإنترنت بات ظاهرة داخل المجتمع، مرجعة سبب انجذاب المرأة إلى شعورها بالحرمان الجنسي والحرمان العاطفي، وسط مظاهر الشحن الجنسي المبرمج والمنتشر داخل البيوت، وفى ظل تجاهل الزوج أو الزوجة لمشاعر ومتطلبات ورغبات الطرف الآخر، جعله يستجدى الجنس والشهوة والرغبة عبر المواقع الإلكترونية، وذكرت أن افتقاد الاحترام بين الأزواج يدفعهم إلى البحث عن صداقات ظاهرها الرحمة والاحترام وتبادل الحوار والمعلومات، وباطنها العذاب والبحث عن المتعة المحرمة.
وأكدت أن الحل يكمن في إزالة الأسباب المؤدية للحرمان الجنسي والعاطفي.. واحترام كل طرف للآخر وعدم إهدار كرامته، مشيرة إلى ضرورة حظر استعمال برامج المحادثة الإلكترونية داخل البيوت وعدم السماح بها نهائياً، ولا بد أن يخضع موبايل الفتاة لرقابة ولي أمرها، على أن يكون ذلك بأسلوب لطيف ودون إثارة الشكوك، وذلك لمتابعة خطر عظيم لا يمكن تجاهله وسط مشاكل الحياة ومغرياتها التي طالت غرف نومنا.
وأشارت إلى أن كل إنسان على وجه هذه الأرض لديه القابلية على الانحراف والغواية، وفي ظروف معينة قد يأتي من يزين ويوسوس ويزيل عن الإنسان قناعاته العقلية والدينية التي تربى عليها.. ولذا على كل زوج أو أب أن يعلم أنه حينما يسمح بدخول برامج ومواقع المحادثة والشات داخل بيته، أنه بذلك حول بيته إلى ماخور أو بيت عالمي للدعارة الكلامية والشفوية بكل معنى الكلمة.
الحجب ليس الحل
اختلف الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الدكتور محمد بادحدح مع من قبله، وقال: الحجب ليس هو الحل، وقال: الدعارة الإلكترونية هي ضريبة الانفتاح الفوضوي الموجود، وباتت الدعارة حركة اقتصادية في المجتمعات وللأسف أكثر من 90 % من المواقع التي يدخلها الشباب غربية، فصار الغرب مورداً أساسياً للدعارة حتى وقتنا هذا، معرباً عن خوفه من زيادة الانفتاح وخطورته من أن يصبح لدينا مادة دعارية نصدرها نحن، ولذا فلا بد من السعي للقضاء على هذا الخطر الذي لا يعد دينياً فقط، فهو اقتصادي وفكري وخلقي.
وطالب بتحصين الشاب والنساء كما يحصن الأطفال من الأمراض الوبائية "فلا بد أن نحصنهم من القضايا التي تفسد الأخلاق، والحل يجب أن يتبناه المجتمع ككل في تفعيل برنامج تحصيني تعليمي ثقافي، والاستمرار في إعطاء جرعات منشطة مكثفة بين الحين والآخر للتوعية والتذكير".
وأكد أن كل ممنوع مرغوب "ولذا فثقافة الحجب والمنع لن تجدي شيئاً، والتوعية والتعريف بالخطورة أفضل"، مشيراً إلى أننا "في زمن انفتح فيه العالم بشكل كبير وأصبح يلزمنا الزيادة في لغة الحوار والتأكيد على أهمية الحفاظ على النفس والجسد"، مشيراً إلى ضرورة تطوير الحوار الديني بما يتلاءم مع طبيعة العصر، ومنع لغة الحوار التي من طرف واحد، فالطرف الآخر من حقه أن يتحدث وأن نستمع إليه حتى نصل إلى لغة حوار ونقاش صحيح .
"سبق" تفتح الملف الشائك، وتعرض قصصاً واقعية لنساء عانين وتألمن من جراء الاستخدام الخاطئ لغرف الدردشة.
متزوجة وهدية "لاب توب"
في البداية ذكرت "م.أ" قصتها مع عالم الإنترنت وقالت: أنا امرأة متزوجة وبسبب عمل زوجي وغيابه عن المنزل فترات طويلة، فاجأني بهدية "لاب توب" حتى أشغل وقتي ولا أشعر بالملل، وسعدت جداً بهديته وبالفعل ملأت جزءاً كبيراً من حياتي، حتى أصبحت أدمن الجلوس على الإنترنت والدخول لغرف الشات التي أعترف أني استمتعت بها كثيراً، وبدأت أتعرف على أشخاص عبر الشات، في البداية كنا مجموعة من السيدات نتحدث سوياً عن أسرنا ومشاكلنا وعلاقة كل منا بزوجها، إلى أن بدأ يتوسع الحديث بيننا عن مواقع ثقافة جنسية، وأصبحت أبحث عنها، وبالفعل وصلت إلى العديد من المواقع وتعرفت على أحد الشباب الذي أغواني وأسرني بكلامه حتى تعلقت به، وطلب أن يراني بحجة أنه بدأ يحلم بي، وبالرغم من أني متزوجة إلا أن كلامه المعسول جذبني إليه، واتفقنا أن أفتح الكاميرا، ولكني عدت وترددت،إلا أن إلحاحه الشديد علي جعلني أرضخ لطلبه، وبالفعل تواصلنا عبر الكاميرا، وبعد فترة شعرت بخطورة ما أقوم به فقررت أن أنهي علاقتي به إلا إنه ما زال يطاردني حتى الآن، وصرت أشعر بخوف كبير جداً من أن يعلم زوجي بما قمت به، وبدأت أستغفر ربي يوماً بعد يوم على ما قمت به.
فتاة تبحث عن مخرج من الكابوس
إحدى الفتيات حكت لنا عن بداية علاقة وهمية دخلت فيها عبر الشات وإلى الآن لا تستطيع الخروج منها، وقالت: أعيش يومي كاملاً داخل غرفتي وليس لي صديق سوى جهاز الكمبيوتر الشخصي، وبدأت عبر الشات أتوسع في علاقاتي، وتعرفت على بعض الأصدقاء من الجنسين وكنت أتحدث معهم كل يوم إلى أن بدأ بعض الشباب بمغازلتي بكلام لم أعتد سمعه، فتعلقت كثيراً بما يقوله لي، وبدأنا ننجذب إلى بعضنا لدرجة أني كنت أتحين الفرص لأتحدث معه، وتطورت العلاقة وبدأنا نرى بعضنا، وأحسست بعدها أن هذا الشخص لا أستطيع أن أستغني عنه، وحكيت لإحدى صديقاتي عنه وعن مدى حبي له وبدأت ترشدني ببعض النصائح، إلى أن عرفت فيما بعد أنه قد تواصل معها عبر الشات وأقام علاقة معها، وشعرت وقتها بمدى الخطأ الذي أوقعت نفسي فيه، وإلى الآن لا أدري كيف أخرج نفسي من هذا الكابوس، وهل سيتركني أم سيبتزني بصوري وبكل ما كان بيننا؟ أنا في حيرة من أمري وأخشى أن يصل الأمر لأسرتي.
حوارات فمراسلة وأخيراً أفلام
لم أكن أصدق ما قاله لي الكثير من الأشخاص عما يحدث داخل غرف الشات والعلاقات التي تبدأ هناك وتنتهي داخل غرف النوم، وكنت أرى ذلك تهويلاً من بعضهم.
هذا ما بدأت به "ن.ا" حديثها، وقالت: تعرفت على شاب داخل إحدى غرف الشات وكنا في البداية نتبادل الحوارات العادية، ويحكي كل منا للآخر ما فعله في يومه وتطورت العلاقة شيئاً فشيء، وبدأ يراسلني من خلال الإيميل من الحين للآخر وطلب مني إرسال صورة ولكني رفضت، وفوجئت به يرسل لي مقاطع فيديو من فيلم جنسي، صعقت جداً مما أرسله ورفضت أن أتحدث معه، وبدأ يرسل لي الأفلام في كل وقت حتى أضعف وأكلمه، ولكني رفضت تماماً وغيرت البريد الإلكتروني الخاص بي، وأيقنت من وقتها أن غرف الشات ربما تكون هي حقاً بداية الانحراف.
فقد الاحترام والبحث عن صداقات
كشفت المعالجة الأسرية وفاء عبد الله أن الاستخدام السيئ للإنترنت بات ظاهرة داخل المجتمع، مرجعة سبب انجذاب المرأة إلى شعورها بالحرمان الجنسي والحرمان العاطفي، وسط مظاهر الشحن الجنسي المبرمج والمنتشر داخل البيوت، وفى ظل تجاهل الزوج أو الزوجة لمشاعر ومتطلبات ورغبات الطرف الآخر، جعله يستجدى الجنس والشهوة والرغبة عبر المواقع الإلكترونية، وذكرت أن افتقاد الاحترام بين الأزواج يدفعهم إلى البحث عن صداقات ظاهرها الرحمة والاحترام وتبادل الحوار والمعلومات، وباطنها العذاب والبحث عن المتعة المحرمة.
وأكدت أن الحل يكمن في إزالة الأسباب المؤدية للحرمان الجنسي والعاطفي.. واحترام كل طرف للآخر وعدم إهدار كرامته، مشيرة إلى ضرورة حظر استعمال برامج المحادثة الإلكترونية داخل البيوت وعدم السماح بها نهائياً، ولا بد أن يخضع موبايل الفتاة لرقابة ولي أمرها، على أن يكون ذلك بأسلوب لطيف ودون إثارة الشكوك، وذلك لمتابعة خطر عظيم لا يمكن تجاهله وسط مشاكل الحياة ومغرياتها التي طالت غرف نومنا.
وأشارت إلى أن كل إنسان على وجه هذه الأرض لديه القابلية على الانحراف والغواية، وفي ظروف معينة قد يأتي من يزين ويوسوس ويزيل عن الإنسان قناعاته العقلية والدينية التي تربى عليها.. ولذا على كل زوج أو أب أن يعلم أنه حينما يسمح بدخول برامج ومواقع المحادثة والشات داخل بيته، أنه بذلك حول بيته إلى ماخور أو بيت عالمي للدعارة الكلامية والشفوية بكل معنى الكلمة.
الحجب ليس الحل
اختلف الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الدكتور محمد بادحدح مع من قبله، وقال: الحجب ليس هو الحل، وقال: الدعارة الإلكترونية هي ضريبة الانفتاح الفوضوي الموجود، وباتت الدعارة حركة اقتصادية في المجتمعات وللأسف أكثر من 90 % من المواقع التي يدخلها الشباب غربية، فصار الغرب مورداً أساسياً للدعارة حتى وقتنا هذا، معرباً عن خوفه من زيادة الانفتاح وخطورته من أن يصبح لدينا مادة دعارية نصدرها نحن، ولذا فلا بد من السعي للقضاء على هذا الخطر الذي لا يعد دينياً فقط، فهو اقتصادي وفكري وخلقي.
وطالب بتحصين الشاب والنساء كما يحصن الأطفال من الأمراض الوبائية "فلا بد أن نحصنهم من القضايا التي تفسد الأخلاق، والحل يجب أن يتبناه المجتمع ككل في تفعيل برنامج تحصيني تعليمي ثقافي، والاستمرار في إعطاء جرعات منشطة مكثفة بين الحين والآخر للتوعية والتذكير".
وأكد أن كل ممنوع مرغوب "ولذا فثقافة الحجب والمنع لن تجدي شيئاً، والتوعية والتعريف بالخطورة أفضل"، مشيراً إلى أننا "في زمن انفتح فيه العالم بشكل كبير وأصبح يلزمنا الزيادة في لغة الحوار والتأكيد على أهمية الحفاظ على النفس والجسد"، مشيراً إلى ضرورة تطوير الحوار الديني بما يتلاءم مع طبيعة العصر، ومنع لغة الحوار التي من طرف واحد، فالطرف الآخر من حقه أن يتحدث وأن نستمع إليه حتى نصل إلى لغة حوار ونقاش صحيح .